اختتام اليوم التدريبي الحادي والعشرين لبرنامج القيادات الشابية

اختتم أمس الأول السبيت الموافق 10/1 ، اليوم التدريبي الحادي والعشرين لبرنامج القيادات الشبابية للفئة العمرية 20-25، الذي ينظمه المركز، دون تمويل من أحد، وكان عنوان المحاضرة ” أزمة الوعي ” وحاضر فيه، مشكورا، الأستاذ الدكتور جورج الفار ، أستاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية، تناول فيها مراحل تطور الوعي البشري منذ فجر التاريخ وتكوين العقل وتطوره ، مبينا الفوارق بين مراحل الوعي الذاتي في ذاتها، ووعي الذات لذاتها ،وعمل الذات لأجل ذاتها.
وبيّن الدكتور جورج الفار أن قصة الوعي؛ هي تراكم المعرفة، حيث بدأ الانسان الأول بمراكمة معرفته رويداً رويداً، بدء من تشذيبه لحجر الصوان ليصنع منه سكيناً مروراً بطرق جمع الثمار ومواسمها وطرق الصيد المتنوعة مروراً بطرق إشعال النار والسيطرة عليها وبالزراعة وطرق حفر الارض ومواسمها وتدجين الحيوان إلى طرق بناء المنازل البسيطة وصناعة الادوات اللازمة فيها.
وأوضح المحاضر أنه حتى يراكم هذه المعرفة ويمررها من جيل إلى جيل مر بمراحل عديدة ومئات بل الالاف من السنيين. ولكنه في النهاية راكم وبلغ المعرفة الضرورية للبقاء ولحياته .
وأشار الحاضر أن هذه المعرفة كانت العامل الأول في تفتح وعيه وعقله، فلم يكتفي بما علمه اياه الاباء والاجداد بل زاد عليها خبرته واكتشافاته هو وراكمها فوق معرفته السابقة، فصار لديه ارشيفاً وذاكرة كبيرة للمعرفة . وبين المحاضر أن الإنسان لم ينتقل إلى الاسئلة الوجودية المهمة إلا في مرحلة متقدمة من عمر الإنسان العاقل ، فقد كان مشغولا ً في الاساسيات الضروريات، وبعدما اطمئن على توفرها ، راح يسأل نفسه تلك الاسئلة الوجودية الكبرى: ما هذا العالم؟ من اين آتى ؟ ومن أين أتيت انا؟ ما معنى الحياة؟ وما معنى الموت؟ هل هذا الكون كله لي؟ وما معنى وجود النجوم والكواكب؟ ما معنى الكون ذاته….إلخ، كما حاول الاجابة على قدر معرفته القاصرة التي لا تتعدى خبرته العملية، وكانت الطبيعة ذاتها كلما أوغل بالسؤال تجيبه على بعض من أسئلته فتهدأ نفسه، فقد كان يرى دورة الحياة فيها ويرى أن الموت مصير كل الاحياء فيها، فيتصور نفسه جزء منها وعليه أن يخضع لدورتها، وكأنه جزء منها.
أكتشف فيما بعد اختلافه وتفوقه على بعض الحيوانات فعرف أن فيه قوة وقدرة ( عقلية) تجعله يتميز عنها ، فهو واعي لنفسه ولجنسه ولنوعه ولموته أم هي فلا. هنا فهم أنه الوحيد الذي يتمتع بهذا الوعي، أي أن له عقل يفكر وقدرة ذكائية على حل المشكلات لا تتوفر في الحيوان غير الناطق وغير المفكر.
وخلص المحاضر إلى القول :من هنا تبدأ رحلة الوعي الطويلة التي تبدأ بتساؤلات وجودية وتنتهي بالسحر وبالاسطورة وبالدين بالفلسفة وبالعلم وبالمعرفة.
وسينشر المركز نص المحاضرة على موقعه الالكتروني.