“خطوات الشيطان” حرمان النساء والفتيات من الحق في الرياضة في المملكة العربية السعودية
عندما يجلس الرجال والنساء في السعودية لمشاهدة أولمبياد لندن في وقت لاحق من هذا العام، من المُرجح أن من سيمثل بلدهم السعودية فيها سيكونون من الرجال فقط. هذا بسبب الحظر الفعلي القائم على مشاركة السيدات في المسابقات الرياضية في السعودية.
هذا الحظر يعد جزءاً من سياسة الحكومة السعودية بالحد من قدرة المرأة على ممارسة الرياضة، لدرجة منعها في سياقات عديدة. هذه السياسة تعكس الآراء المحافظة بشدة التي ترى أن فتح باب الرياضة أمام النساء والفتيات سيؤدي إلى انعدام الأخلاق: “خطوات الشيطان” على حد قول أحد علماء الدين البارزين. في عام 2009 وفي 2010 تمادت الحكومة إلى درجة إغلاق الصالات الرياضية الخاصة للنساء مما أدى لتنظيم حملة ضد الحظر من مجموعة سيدات تحت شعار “خلوها تسمن”
اتسعت دائرة مناقشة قضية الرياضة للنساء والفتيات في المملكة في السنوات الأخيرة. وتراوحت تصريحات الحكومة الرسمية بين الوعود المبهمة بالتحرر من جانب، والرفض المطلق لتوسيع مجال الفرص المحدودة للنساء والفتيات في التمارين البدنية والرياضة. لكن من حيث السياسات والممارسات، تستمر الحكومة السعودية في حرمان السيدات والفتيات بشكل واضح من حقهن في ممارسة التمارين البدنية في المدارس والأماكن الترفيهية والمسابقات الرياضية التنافسية بشكل عام.
التمييز ضد النساء والفتيات في الرياضة هو جزء من نمط أوسع من الانتهاكات الممنهجة لحقوق النساء والفتيات في المملكة. بموجب نظام ولي الأمر، تحتاج المرأة السعودية من مختلف الأعمار موافقة قريبها الرجل كتابة قبل أن تحصل على بعض خدمات الرعاية الصحية، وقبل العمل أو الدراسة أو الزواج أو السفر. يمكن أن يكون ولي الأمر هذا أب أو زوج أو شقيق أو حتى ابن صغير. في عام 2009، قبلت الحكومة السعودية توصية من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بإلغاء هذا النظام، لكنها لم تنفذ التوصية. كما أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع المرأة من قيادة السيارات، وهو حظر بدأ عدد محدود من السيدات في المملكة مؤخراً في تحديه.