نظرة نسوية حول قضية الناشطة ايناس مسلم
ايناس مسلم ،،،
ناشطة سياسية، منظمة في صفوف الحراك الشبابي، وعضو في اللجنة الشبابية لحزب الوحدة الشعبية / وحركة ذبحتونا.
تحت هذه المسميات، تمارس ايناس، على الأرض كل ما تنادي به الحركات النسائية في الأردن، من تشجيع للشابات الأردنيات على الانخراط في صفوف العمل الحزبي السياسي، للوصول الى حالة من الشراكة للمرأة الأردنية في الحياة السياسية، تمهيدا لتقويتها واعدادها لتؤثر في القرار السياسي، فبدون هذا النشاط لن نتوصل الى تعميم فكرة الانتماء والمواطنة، والنضج السياسي للنساء الأردنيات، ونحن فخورات بنشاط ايناس ومن مثلها من المؤمنات بأهمية الدور السياسي للمرأة، وبدون تشجيع المرأة على المشاركة جنبا الى جنب مع الرجل، ندرك تماما أنه لن تكتمل المعادلة السياسية والاجتماعية في المجتمع، ولن يتحقق توازن المجتمع في عملية التحول الديموقراطي.
وفي هذا الاطار تتبنى الكثير من المنظمات المتخصصة في قضايا النساء اعداد الاناث من سن مبكرة للانخراط في صفوف الأحزاب السياسية الأردنية، وقد عقدت ومازالت تعقد الكثير من ورشات العمل، والندوات الحوارية، من أجل بناء قدرات المرأة القيادية وتأهيلها، لتكون يوما ما أمين عام حزب سياسي، أو نائب في البرلمان، أو حتى بأن تشكل وزارة، لنتمكن يوما ما من الوصول الى مرحلة قد تصبح فيها المرأة الأردنية، بجهدها ومؤهلاتها، شريك في صنع القرار السياسي، وبدون كوتا.
نحلل ونبحث في الأسباب التي تجعل المرأة الأردنية، منسحبة من العمل العام، ومن الانتظام في صفوف الحركات السياسية، أو من المشاركة الفعالة في الانتخاب والترشح،، نذهب الى المحافظات نعقد اللقاءات والجلسات البؤرية، مع شابات في سن الورود، لنقنعهن أن العمل السياسي ليس حكرا على الرجال، ونعقد الجلسات مع نساء فاضلات لنقنعهن بأن يترشحن لانتخابات مجالس البلدية، أو على الأقل يشاركن في ايصال امرأة مناسبة الى تلك المجالس،، ونعمل على الصعيد الاجتماعي والثقافي،، من أجل تغيير النظرة الى العمل السياسي للنساء، وتشاركنا الكثير من المنظمات النسائية في حراكنا ونشاطنا هذا،، الذي يهدف أكثر ما يهدف الى تخفيف تأثير الموروثات الاجتماعية والتقاليد التي تدفع الأسر الى خوف وقلق تجاه بناتهم، يضعف كثيرا تحقيق دور المرأة الأردنية السياسي، هذه خلاصة جهود تشترك فيها الكثير من منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الناشطة في قضايا النساء وحقوق النساء.
أحببت أن أبدأ بهذه المقدمة، لتوضيح آليات عملنا وأهدافنا،،،
أما الطريقة التي اتبعها جهاز الأمن العام، في معالجة قضية الناشطة ايناس مسلم، قد نسفت فكرة تحقيق شراكة سياسية لشاباتنا الأردنيات في المستقبل وعطلت مهمتنا، وستدفع بالأهالي الى منع بناتهن من الانضمام الى صفوف أي تنظيم سياسي، خوفا من تعرضهن للتشهير والطعن في أخلاقهن، ان طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية مع القضية، واعلان أسبابها وملابساتها قبل أن ينتهي التحقيق، ليست مقنعة، خاصة واننا لم نلحظ سرعة مشابهة في التعاطي مع قضايا سابقة، ومازالت نتائج التحقيق لم تعلن بعد،،،
هذه الطريقة،، تعني أن الداعوات لاشراك شبابنا في الحراك السياسي والحوارات السياسية، مجرد دعوات فارغة من مضمونها،، فعن أي اصلاح سياسي، نتحدث اليوم؟
كما أن بيئة تستهدف الناشطات بالطعن في أخلاقهن والتشهير بسمعتهن أمام الرأي العام الأردني، يضرب بعرض الحائط عمل وجهد الحراكات النسوية المطالبة بضرورة إدماج المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية.
ما حدث لايناس مسلم ، اهانة لكل امرأة أردنية تناضل من أجل أن تنتزع لها مكانا بين محتكري العمل السياسي، وهو سلوكا مرفوضا، يهدف الى ابقاء المرأة الأردنية ، منسحبة ، ومهمشة، ومقصية، عن العمل السياسي خوفا من أن تطعن يوما ما في شرفها وأخلاقها، كان الأولى أن تنتظر مديرية الامن العام نتائج التحقيق، وتتأكد منها ثم تطلقها للاعلام، لا أن تحول الضحية إلى ضحيتين في آن معا.
لينا جزراوي
وحدةالمرأة/مركز عمان لدراسات حقوق الانسان