بيانات صحفية

بيان حركة التجديد حول التطورات المأسوية الأخيرة بالوسط الغربي

على إثر التطوّرات الخطيرة التي تشهدها البلاد منذ قرابة الشهر، والتي بلغت ذروتها يومي 8 و 9 جانفي بسقوط أعداد متزايدة من الأموات والجرحى في صفوف المتظاهرين جرّاء استعمال الرصاص الحيّ في عديد المدن التونسية وخاصة في تالة والقصرين والرقاب بعد سيدي بوزيد، فإنّ حركة التجديد تعبّر عن صدمتها وسخطها إزاء هذا التدهور المتواصل الذي ينذر بمخاطر جمّة بأمن البلاد واستقرارها.

وأمام ما تبيّن بصفة مأساويّة من فشل صارخ للسياسات المتّبعة وعجز فاضح عن التعاطي السياسي السليم طموحات المجتمع  والاستجابة لمطالب الشعب والشباب والفئات الاجتماعيّة الضعيفة والجهات المحرومة، فإنّ حركة التجديد، انطلاقا من روح المسؤوليّة إزاء ما يحدق ببلادنا وشعبنا من مخاطر متعاظمة،  فإنّها تتوجّه إلى رئيس الجمهوريّة، باعتباره المسؤول الأوّل على سلامة الوطن والمواطنين،  بنداء ملحّ لاتّخاذ قرارات وإجراءات فوريّة وملموسة كفيلة بوضع حدّ لهذا التصعيد والتمهيد لمعالجة جذريّة للأسباب الحقيقيّة التي دفعت بالشعب، وبالشباب خاصّة، إلى هذه الدرجة من الغضب والاحتجاج. ومن أوكد هذه الإجراءات:

–  إرجاع الجيش إلى ثكناته ورفع الحصار الأمني وأمر قوّات الأمن بالتزام ضبط النفس والحرص على ضمان سلامة المواطنين والإقلاع عن استعمال القوة والامتناع عن مواجهة المتظاهرين بالرصاص الحيّ واحترام حق المواطن في التعبير عن رأيه بما في ذلك عن طريق التظاهر السلمي.

– الإسراع بتكوين لجنة مستقلّة لتقصّي الحقائق وتحديد مسؤوليّات بعض الأجهزة والأطراف الرسمية أو غير الرسمية في التصعيد الذي أدى إلى مثل هذا التدهور الخطير وهذه الحصيلة المأسوية من القتلى والجرحى .

كما أنّ حركة التجديد، ونظرا لما كشفته الأحداث الدائرة من أزمة مستفحلة لأسلوب تسيير شؤون البلاد وعجز المؤسّسات والهياكل التي يقوم عليها النظام السياسي، بما في ذلك الحزب الحاكم،

فإنّها تدعو إلى فك الارتباط بين أجهزة الدولة وهياكل الحزب الحاكم وإعطاء إشارة واضحة أن الدولة لكل التونسيين الذين يهمهم جميعا حماية مصالح الوطن حاضرا ومستقبلا، مما يستوجب الدعوة المتأكدة إلى اجتماع تشارك فيه على قدم المساواة جميع القوى الوطنية بالبلاد من نقابات ومكوّنات مستقلّة للمجتمع المدني وأحزاب سياسيّة، دون أيّ إقصاء أو استثناء، قصد الإنكباب بكلّ جديّة ومسؤوليّة على تشخيص الأزمة الراهنة  وسبل معالجة المعظلات  التي تعاني منها البلاد في جميع المجالات وفي مقدّمتها قضايا البطالة والتفاوت الجهوي ونمط التسيير التسلطي للشأن العام وشلل المنظومة السياسية برمتها، إلى جانب ظواهر الفساد واستغلال النفوذ والقرابة من السلطة  للثراء الفاحش وغير المشروع.

وحركة التجديد، إذ تتقدّم بأحرّ عبارات التعزية والمواساة لعائلات الضحايا والتضامن مع أهالينا في مختلف الجهات الداخليّة فإنّها تدعو بكلّ إلحاح شبابنا إلى ممارسة حقّه في التعبير عن آرائه ومطالبه بجميع الطرق المشروعة والسلمية ضمانا لحظوظ حل المشاكل وحفاظا على حياتهم التي تمثّل مستقبل تونس.

تونس، يوم  الأحد 9 جانفي 2011

عن حركة التجديد

الأمين الأول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
gudangku https://thebeautyworld.com.pk/ https://americanaudiovisual.com/ https://alcell.co.za/ https://ufukaskeroglu.com/ https://inspio.no/ https://www.srdceprovaclavahavla.cz/ https://nzlifestyleimports.co.nz/ https://itguaymas.edu.mx/ https://alcell.co.za/ https://www.circuloempresarioscartuja.com/ https://natafu.vn/ https://www.wijayakomunika.co.id/ https://www.artcaffemarket.co.ke/ https://www.suny-plumbing.com/ https://suarapedia.id/ https://cronica.com.gt/ https://lintaskamtibmas.com/ https://sdfxglobal.net/ https://intinews.co/ https://searenovation.com/ https://sadiqexchange.com.pk/