نحو ثورة نسوية ، لمساواة المرأة مع الرجل ….. في حق الجنسية….
في اطار السعي لبناء مجتمع حر ديموقراطي ، يتساوى فيه كل أبناءه في الحقوق والواجبات ، تسعى المرأة العربية عموما ، والاردنية خصوصا لتحقيق المساواة في حق الجنسية مثلها مثل الرجل .
هذا الحق الذي كفله الدستور الأردني لكل أبنائه أردنيين وأردنيات.
بداية ، كيف تكون طبيعة العلاقة بين الفرد والدولة….
بين المواطن ووطنه ،
ففي علم الاجتماع برزت نظرية اجتماعية أثارت جدلا واسعا بين أوساط علماء الاجتماع السياسي ، وهي النظرية التبادلية والتي تسلط الضوء على طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع ، و بين الفرد و مفهوم الدولة،
فكيف نبني مجتمعا متينا ، حرا ، ديموقراطيا ، وهناك نصف المجتمع ، وهو من يصنع النصف الآخر ، مهمش ، ومحروم من أهم حقوقه ، وهو حق المواطنة ؟
تقول نظرية التبادل الاجتماعي ، بأن الحياة الاجتماعية والقيمية للأفراد ماهي الا عملية تفاعلية ، تبادلية ، بمعنى أن أطراف التفاعل (الفرد والدولة) تأخذ وتعطي لبعضها البعض ، أي تتبادل المنفعة والأخذ والعطاء ، وهذا يعمق العلاقة بينهما ، أما اذا تركزت العلاقة على الأخذ دون العطاء فان العلاقة تفتر وتتقطع حتى تتلاشى.
تكون العلاقة بين المرأة والدولة ، متماسكة ومستمرة ، وتتعمق أكثر اذا تساوى كفي الميزان في ما تقدمه المرأة للدولة وما تقدمه الدولة للمرأة، فاذا اختل التوازن بين كفي الميزان فان العلاقة سوف يصيبها الاعياء الذي يؤدي الى تأزمها ، وهذا حاصل ، فالعلاقة بين المرأة والدولة معطلة ، ومتأزمة ……
كيف لا وهذه الدولة لا ترى في المرأة ، انها مواطنة تستحق أن تمنح جنسيتها لزوجها وأبنائها ، وتستحق أن تختار من تراه مناسبا لتشاركه حياتها، فكيف تتوقع الدولة من المرأة الاردنية أن تربي أبناءها على قيم الانتماء والولاء والوطنية ، وهي ( أي الدولة) لا تعترف بمواطنتها.؟
ان حرمان المرأة الاردنية من حق الجنسية ، واحساسها بالظلم والتعسف الاجتماعي سينعكس على تربيتها لأبناءها ، أليست هي ( أي المرأة) من يقع على عاتقها مسألة التنشئة الاجتماعية ،؟
أليست هي المعدة ، والمدربة ، على نقل القيم وأنماط التفكير والمعرفة لأبنائها؟
فلنقل الحقيقة ،
أن هناك علاقة وثيقة بين تماسك المجتمع ، والمشكلات الاجتماعية المتجذرة داخله ، فالمرأة التي تشعر بضعف العلاقة بينها وبين دولتها ، لن تبادل هذه الدولة ، بتربية ابناءها على حب الوطن والانتماء لقضاياه ، بل ستشجعهم على الللهاث وراء أقرب سفارة دولة غربية ، للهجرة اليها .
ان فاقد الشيء لا يعطيه ، فاقد الشيء لا يعطيه ….
والدولة التي فرقت بين أبناءها وأبناء أخوالهم الأردنيين ، وانتقصت من أمهاتهم حق المواطنة ، لن تحصد الا الانسحاب لجيل من الشباب عن قضاياها المصيرية،وخسارتها لثروة بشرية نحن في أمس الحاجة اليها.
فالمرأة تمنح الحياة ، ويجب أن تمنح الجنسية ، فلنحصن جبهتنا الداخلية ، ونعطي كل ذي حق حقه
فلا صوت يعلو على صوت الحق.
لينا جميل جزراوي
مركز عمان لدراسات حقوق الانسان
وحدة المرأة