ندوة حوارية من الشباب للشباب حول المشاركة السياسية في الكرك
في إطار تعزيز المشاركة السياسية للشباب ورفع مستوى الوعي المجتمعي بالحقوق التي نصت عليها المواثيق الدولية، نظم مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع جمعية ميشع الموابي للثقافة والفنون في مدينة الكرك، جلسة حوارية “من الشباب للشباب” يوم السبت الحادي عشر من تشرين الثاني. شارك في الجلسة مجموعة مميزة من الشباب والشابات من مدينة الكرك، بهدف تمكينهم سياسياً ومعرفياً بالقوانين الخاصة بحقوق المواطن. خلال الجلسة الحوارية قدمت ثلاث مداخلات رئيسية، قدمها متحدثون شباب من منتسبي دورة القيادات الشبابية التي ينظمها مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع مؤسسة روزا لكسمبورغ الألمانية.
افتُتحت الجلسة بكلمة ترحيبية من الأديبة والفنانة التشكيلية ازدهار الصعوب، والتي بدورها رحَّبت بالحضور وأكدت على أهمية دعم وتمكين الشباب وزيادة وعيهم وارتباطهم بالمؤسسات الوطنية. ودعت الصعوب إلى تكثيف جلسات التوعية والتثقيف المخصصة للشباب وتوفير فرص ومساحات أوسع للحوار الشبابي، مشيرةً إلى أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية.
تلاها السيد سالم قبيلات الذي بدوره قدم نيابة عن مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان كلمة شكر لجمعية ميشع المؤابية للثقافة والفنون في الكرك، وقدم مؤجرا مختصرا عن نوعية أنشطة مركز عمان ونتائجها المباشرة على فئة الشباب في الأردن، كما استعرض عددا من النجاحات التي حققها المركز على مر العقود الثلاث الماضية والتي توجت بحصول المركز على جائزة الأمم المتحدة للعام 2023.
بدأ تقديم المداخلات الرئيسية الثلاث بتعريف مختصر عن أهداف الجلسة من ميسر الحوار الشبابي، ووفقا لبرنامج الجلسة، قدمت المداخلة الأولى الشابة آلاء الجعافرة عن “تأثير التعديلات الأخيرة في قانون الانتخابات على مشاركة الشباب في الحياة السياسية”. كما استعرضت الجعافرة الأسس التي استندت عليها التعديلات الأخيرة في قانون الانتخابات رقم (4) لعام 2022. وأوضحت في المداخلة: الهدف من الفقرات الجديدة التي دخلت إلى نص القانون المعدل، ومبررات إضافتها والنتائج المرجوة منها، لإحداث التغيير المطلوب في المجتمع الأردني، وبما ينسجم مع مخرجات الحوار الوطني ومنظومة التحديث السياسي، ويحقق مشاركة فاعلة للأحزاب في تشكيل الحكومات البرلمانية، ويضمن وجود كتل برلمانية قوية، قادرة على أداء دور رقابي وتشريعي أوسع. وأضافت الجعافرة: بأن التعديلات أيضا تمنح فئة الشباب والمرأة، فرصا أوسع في مرحلة الاقتراع والانتخاب. وختمت بالتأكيد على أهمية تمكين المجتمع ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية المشاركة الفاعلة لجميع فئات المجتمع في الانتخابات البرلمانية القادمة.
ومن جهتها، قدمت الشابة ربى العواملة مداخلة حول “مفهوم الحق في الرعاية الصحية”، حيث تطرقت إلى منطلقات هذا الحق في المواثيق والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، والالتزامات الفعلية التي تترتب على اعتماد هذه المواثيق الدولية. كما أشارت إلى الفقرات الخاصة بحق الرعاية الصحية في بنود الدستور الأردني. واستعرضت واقع الخدمات الصحية في القطاعين العام والخاص والتحولات التي جرت في مجال الرعاية الصحية، بما يخص تطور القوى البشرية العاملة في هذين القطاعين الأساسيين، وختمت بعدد من التوصيات لتحسين مستوى الخدمات الصحية في الأردن، كحق أساسي للإنسان، يجب أن يفعل لخدمة المجتمع، داعيةً إلى ضرورة حمايته واحترامه وتعزيزه وفقًا للاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.
واختتم تقديم المداخلات الرئيسية، بمداخلة من الشاب يوسف الذيابات حول “حق العمل بين معايير منظمة العمل والتطبيق المحلي في التشريعات الوطنية”. وأشار الذيابات إلى منطلقات الحقوق العمالية في القانون الدولي ومحتوى الاتفاقيات الأساسية لمنظمة العمل الدولية، كما أشار إلى النصوص الخاصة بحماية حق العمل التي وردت في الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. وفيما يخص تشريعات العمل في الأردن أورد النصوص الدستورية التي تضمنت هذا الحق، شارحا الأسس التي استند عليها قانون العمل في الأردن وتعديلات المتكررة، كما أشار إلى الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحق العمل التي صادق عليها الأردن، وابرز أسباب التحفظ على بعضها، بعدم المصادقة. وختم الذيابات باستعراض مفصل، للتحديات والانتهاكات التي مست الحقوق العمالية في الأردن وخاصة خلال السنوات الأخيرة.
وأعقب المداخلات الشبابية، نقاشات مستفيضة من الحضور حول جوهر تعديلات القوانين السياسية، مؤكدين على ضرورة توسيع مشاركة الشباب في الحياة السياسية، والدعوة إلى تكثيف الأنشطة الثقافية والسياسية الخاصة بالشباب، لزيادة الوعي السياسي لديهم.
وفي سياقات الحوار الشبابي ، تم أيضا، طرح جملة من الأفكشار والتوصيات لتعزيز مشاركة الشباب وزيادة تأثيرهم في صنع القرارات التي تهمهم. وقد مثلت الحوارية فرصة رائعة للشباب في إقامة نوع من التفاعل المباشر فيما بينهم والتعرف على أفكار بعضهم البعض، وتبادل الخبرات والتجارب وتعزز التواصل بينهم، لبناء شبكات تعاون قوية، تعزز تنمية المجتمع وتحقق التقدم المنشود. كما أوصى المشاركون بضرورة زيادة البرامج التثقيفية الموجهة نحو رفع وعي الشباب وربطها بتحديث السياسات العامة المتعلقة بتنمية دور الشباب.في الحياة السياسية بمضون اجتماعي.